Skip to main content

السعودية تضع اسمها على خريطة الغوص العلمي العالمي

بفضل موقعها على ساحل البحر الأحمر وسمعتها الدولية في العلوم البحرية، تحتاج جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية (كاوست) إلى فِرَقٍ من العلماء الغوّاصين المهرة، أصحاب خبرة التعرّف على أنواع الكائنات البحرية الأساسية. والآن، أصبح بإمكان باحثي البيئات البحرية، وشركاء الجامعة من قطاع الصناعة والمؤسسات الأخرى، أن يتلقّوا تدريب غوصٍ معترفًا به دوليًا في مواقع إجراء الأبحاث بالبحر، فيما استطاع آخرون تطوير خبراتهم في التعرف على أنواع الشعاب المرجانية.

تدريباتٍ غوص آمن معتمدة دعمًا للأبحاث البحرية

أصبح إجراء الأبحاث العلمية تحت الماء ممكنًا ومعتَمدًا في المملكة العربية السعودية، إذ توفّر جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية (كاوست) حاليًا دورةً تدريبية على الغوص العلمي، مُعتمَدة من الأكاديمية الأمريكية لعلوم ما تحت الماء (AAUS)، يحظى فيها المتدرب بمئة ساعة من التدريب المكثّف المتقدّم، على مدار فترةٍ زمنية مرنة، مما يضع السعودية على خريطة الغوص العلمي.

فبعد أن بات المختبر المركزي بالجامعة عضوًا مُنظِّما بالأكاديمية، يمكنه أن يقدم تدريبًا على الغوص لأغراض علمية، ويمنح المتدربين شهاداتٍ معتمدة، ليكون المختبر بذلك الجهة الوحيدة المُرخَّص لها تقديم تلك الدورة في السعودية. إضافةً إلى هذا، فعضوية الجامعة بالأكاديمية تتيح للغواصين الذين يتدرّبون لديها الغوص مع أي معهدٍ آخر من المعاهد الحاصلة على العضوية، مما ييسّر المشروعات التعاونية البحثية، ويضمن تشارُك أفضل الممارسات حول العالم.

وقَّعت الجامعة عام 2021 مذكرة تفاهم مع الاتحاد السعودي للرياضات البحرية والغوص (SWSDF)، لوضع لوائح للغوص العلمي عبر مشاركة ما لديها من معرفةٍ وخبرة. والهدف من ذلك تشجيع الاستغلال الصحيح والآمن لموارد البحر الأحمر.

والآن تستطيع الجامعة مشاركة خبراتها مع الاتحاد السعودي، والتعاون معه لتطبيق قواعد الغوص العلمي ولوائحه وإجراءاته في المملكة.

يتدرَّب الغواصون على ممارسة بعض الأنشطة في البيئات البحرية القاسية، كإجراء الأبحاث العلمية في قاع البحر، واستعادة الأجهزة العلمية، وتوجيه ومساندة المركبات الغوَّاصة المُشغَّلة عن بُعد، والمساعدة في العثور على الصناديق السوداء الخاصة بالطائرات، وبإتمام هذه الدورة التدريبية، يصبح الغواصون مؤهّلين لإسعاف الآخرين في حالات الطوارئ، وقادرين على تنفيذ الإجراءات المتقدّمة للتزويد بالأكسجين، والإنعاش القلبي الرئوي المتقدم، وتقديم الإسعافات الأولية في حالات حوادث الغوص.

وبعد انتهاء الدورة الأولى التي قدَّمتها الجامعة عام 2020، صار لديها 92 غواصًا علميًا، بعضهم حصلوا على الاعتماد والآخرون ما زالوا تحت التدريب. وبالنسبة للجامعة والمملكة، فهذه الدورة تُلبِّي احتياجًا حقيقيًا، وهو أن يحتل المواطنون السعوديون مكانةً ريادية في مجالات تخصصاتهم في العلوم البحرية.

وعن ذلك يقول إدوارد لويد سميث، مدير المختبر بالجامعة: "بالتطلع إلى المستقبل، لدى الجامعة فرصةٌ كي تبني على النجاح الذي حققته الدورة، وتوفّرها لعددٍ أكبر، وتساعد مزيدًا من السعوديين في الحصول على الاعتماد".

وأضاف سميث: "صار بإمكان الطلبة من جميع أنحاء المملكة وخارجها أن يحققوا طموحاتهم في إجراء الأبحاث العلمية تحت الماء، مما يضع السعودية على خريطة الغوص العلمي لأول مرةٍ في التاريخ".