توضح لاكوست أنها التقتْ أمل العمري عام 2020 في ورشة عمل للنساء في العلوم والهندسة، عقدتْها جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية «كاوست»، وبعدها اكتشفتا أن الاهتمام بالبلورات النانوية -حجمها أكبر من الجسيمات النانوية إذ يبلغ قطرها 10 نانومتر تقريبا- أحد أبرز الجوانب التي تجمع بينهما. تقول لاكوست: "محور اهتمامي هو إنتاج هذه البلورات بواسطة البلازما، أما أمل، فيتركز اهتمامها على الخواص الضوئية للبلورات".
وبدعمٍ من مركز تمويل الأبحاث التنافسية (CCF) التابع ل«كاوست» ، بدأ الثنائي العمل على مشروع يمتد لعام واحد، ويهدف إلى إنتاج بلورات نانوية من كربيد السيليكون -مركب من الكربون والسيليكون- للتطبيقات الفوتونية، مثل المصباح الثنائي الباعث للضوء LEDs، والأنظمة الكهروضوئية المستخدمة في الطاقة الشمسية".
تقول لاكوست: "الهدف من المشروع هو إنتاج أداة مُيسرة، وغير مُكلفة، ومحدودة فيما تخلفه من نفاياتٍ كيميائية بحيث تكون في متناول أي منشأة صغيرة أو متوسطة الحجم".
وتضيف: "بالتعاون مع أحد طلبتي ويُدعى رومان زامتشي، أعكف حاليًا على إنتاج جسيماتٍ نانوية متنوعة من كربيد السليكون، بينما تعمل البروفيسورة العمري بالتعاون مع إحدى طالباتها، وتُدعى وصال مدني، على توصيف تلك الجسيمات وتقييم إمكانياتها في مجال التطبيقات الفوتونية".
أتت الفكرة الأولية لاستخدام بلورات كربيد السليكون النانوية من دونال برادلي، نائب الرئيس للأبحاث في «كاوست»، الذي كان يبحث عن مصدر محلي للبلورات النانوية الضئيلة (بحجم أقل من 10 نانومترات) من أجل استخدامها في المصابيح الثنائية الباعثة للضوء.
تقول لاكوست: "بمجرد أن يتوافر لدينا انتقائية عالية وإنتاجية جيدة، سنرسل هذه النتائج إلى البروفيسور برادلي؛ كي يحدد إمكانية الاستفادة منها في مجال المصابيح الثنائية الباعثة للضوء".
يمضي هذا الجهد البحثي المشترك على ما يرام. وعن مستوى التعاون، تعلق لاكوست قائلةً: "يتمتع فريق جامعة الملك عبدالعزيز بمهاراتٍ تتكامل مع مهاراتنا بحق، كما أنهم يتبعون أساليب مختلفة في العمل؛ فهم علماء مواد في حين أننا متخصصون في الهندسة الميكانيكية والهندسة الكهربائية. ومن المثير حقًا أن تتضافر نقاط قوتنا لنصنع منتجًا عالي التقنية له طيف واسع من التطبيقات. وكذلك فأنا متحمسة جدًا للعمل مع العالمات الشابات السعوديات والاضطلاع بدورٍ في مجال الطوير المهني في المملكة".
وتوافقها الرأي العمري قائلة: "إن هذا الجهد البحثي التعاوني مع البروفيسورة لاكوست كشف لي عن نهجٍ مستدام للتفاعل مع «كاوست» على امتداد مسيرتي البحثية، كما أدين لها بالفضل – كوني أستاذةً مساعدة في جامعة الملك عبدالعزيز – في توسعة شبكة معارفي ودعمي من أجل الارتقاء بعلاقاتي مع مجتمع البحث العلمي العالمي".