Skip to main content

برنامج «فيولكوم».. تحقيق الاستدامة في قطاعي النقل البري والبحري

يُعَد التعاون المشترك على مدار 10 سنوات بين جهة صناعية وأخرى أكاديمية بمثابة مسعًى طموح، غير أن الشراكة بين مركز أبحاث الاحتراق النظيف التابع ل«كاوست» وقسم تقنيات وسائل النقل لدى مركز شركة «أرامكو» السعودية للبحث والتطوير فاقت التوقعات فيما يتعلق برعاية المواهب وتحقيق النتائج المرجوة.

يهدف برنامج احتراق الوقود، الذي يسمى «فيولكوم»، إلى تطوير تقنياتٍ في مراحلها الأولية؛ عبر تحسين الأسس العلمية والاستفادة من الأفكار الجوهرية التي يستند عليها برنامج «أرامكو» الحالي للبحث والتطوير في مجال النقل.


تحديدًا، يعمل برنامج «فيولكوم» كركيزةٍ لاثنين من أعمدة البحث العلمي في الشركة هما: رفع كفاءة محركات الاحتراق الداخلي، واستخدام أنواع الوقود الأقل تأثيرًا على المناخ؛ وذلك من أجل دعم الجهود الرامية إلى الحد من انبعاثات الكربون وتحقيق الاستدامة في قطاعي النقل البري والبحري.


يقول المهندس عبدالله الرمضان، أحد خريجي برنامج «فيولكوم» إن المرونة التي يتمتع بها فريق جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية (كاوست) وما يمتلكه من خبراتٍ متعددة التخصصات يمثلان أحد العوامل التي جذبتْ «أرامكو» نحو هذه الشراكة.


ويضيف: "هذه هي المرحلة الثالثة من هذا المشروع. في المرحلة الأولى، كانت نقطة انطلاقنا هي التوصل إلى فهم جوهري، والآن مع حلول المرحلة الثالثة، اتسع نطاق العمل ليصبح أكثر تطرقًا إلى الجوانب التطبيقية. وتُعَد «كاوست» واحدةً من مؤسساتٍ قليلةٍ في المنطقة لديها القدرة على الوفاء بما تتطلبه الشراكة على امتداد جميع هذه المراحل".


من جانبه، يوضح هونج إم، الباحث الرئيسي للمشروع، أن برنامج «فيولكوم» أصبح مثالًا يحتذى به بين الجهود البحثية المشتركة بين الجهات الصناعية والأكاديمية.


ووعن هذا يقول: "هذا التعاون كشف لنا الكيفية التي تُستخدم بها أدوات النمذجة الحاسوبية والأدوات التجريبية الأحدث من نوعها في عملية التصميم والتطوير الهندسي الفعلية. يتعلم الطلاب وباحثو ما بعد الدكتوراة بعضهم من بعض، ويعملون معًا كفريقٍ لتحقيق هدف مشترك".


إضافةً إلى ما قدمه برنامج «فيولكوم» من إنجازاتٍ علمية ومقالاتٍ بحثية منشورة يزيد عددها على 250 بحثًا، فإنه يمثل حاضنة رائعة للمواهب؛ فالطلاب وباحثو ما بعد الدكتوراة الذين يشرف عليهم باحثون من «كاوست» وكذلك من شركة «أرامكو»، تُتاح أمامهم فرصة فريدة من نوعها للتعرف على أساليب حل المشكلات المتبعة في القطاعين الأكاديمي والصناعي في الوقت ذاته.


يرى بيل روبرتس، مدير مركز أبحاث الاحتراق النظيف ب«كاوست» ، أن البرنامج يمثل مسار توظيف ممتاز، إذ يقول: "يُفتح المجال أمام الطلاب للعمل على حل مشكلاتٍ مثيرة للاهتمام وذات صلة بسوق العمل، وبعدها يمكن أن تُتاح لهم فرصة الالتحاق بشركة «أرامكو»، وهو ما يتطلع إليه بالفعل الكثيرون منهم؛ فالمشروع يمثل مكسبًا لجميع الأطراف".


يحكي المهندس الرمضان تجربته الشخصية في برنامج «فيولكوم» قائلًا: "كنت طالبًا في هذا المشروع حتى تخرجتُ عام 2020، وخلال الفترة التي قضيتها في البرنامج ، انتقلتُ من إعداد عروض تقديمية عن المشروع وعرض نتائجه إلى تولي الإشراف على أحد موضوعاته".


وقد عمل خريجون آخرون من «كاوست» على موضوعات بحثية ذات صلة بمشروع «فيولكوم»، ومن بين هؤلاء الخريجين جهاد بدرة وإمري سنكر اللذان كانَا باحثَين لما بعد الدكتوراة في الجامعة، ويعملان حاليًا عالِمين مختبريَّين لدى شركة «أرامكو».