بدأ هذا المشروع عام 2014 كمحاولة لاستكشاف إمكانية تحويل النفط الخام إلى كيماويات مختلفة في خطوة واحدة، وقد أثمر عن شراكةٍ بحثية كبيرة بين جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية «كاوست» و«أرامكو»، عملاق تكرير النفط في المملكة.
أُنشئ مركز «أرامكو» البحثي المتطور داخل جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية «كاوست» عام 2019، واتسع نطاق التعاون بين الطرفين الآن ليشمل مساراتٍ بحثية كثيرة يدعمها برنامج تدريجي متجدد يُعنى بموظفي «أرامكو» الذين يدرسون لنيل درجة الدكتوراة وسط مجتمع الجامعة البحثي الزاهر.
يقول خورخي جاسكون، مدير مركز أبحاث الحفز الكيميائي في «كاوست»: "نحن محظوظون لكوننا إحدى الجامعات التي يفضلها موظفو شركة أرامكو لنيل الدكتوراة. يتعاون مركزنا على نطاق واسع مع الشركة في العمل على عدة موضوعات بحثية، يأتي في مقدمتها برنامجٌ رائد يتناول تحويل النفط الخام إلى كيماويات في خطوة واحدة. ونحن في موقع ممتاز يؤهلنا لتطوير التقنيات التي ستحدد معالم صناعة الكيماويات في المستقبل، كما نُساهم في الوقت ذاته في تعليم قادة هذه الصناعة المستقبليين، أمثال محمد العبد الله (الذي يظهر في الصورة) والذي أنهى رسالته لنيل الدكتوراة عن مشروع تحويل النفط في خطوة واحدة في شهر سبتمبر عام 2021".
أقبل العبد الله، الذي يعمل مهندسًا لدى شركة «أرامكو»، على «كاوست» لاستكمال دراساته من أجل نيل الدكتوراة فيها، بعد أن اجتذبه ما تتيحه الجامعة من فرص في مجال البحث العلمي، وما تُبديه شركة «أرامكو» من تقديرٍ كبير للتعاون البحثي مع الجامعة.
يقول العبد الله: "تؤمن «أرامكو» بقدرات الباحثين لدى مركز أبحاث الحفز الكيميائي ومعارفهم في مجال هندسة التفاعلات الكيميائية والعوامل الحفازة. ويضم المركز مرافق على مستوى عالمي للتخليق والتوصيف والحفز الكيميائي، على نحوٍ يجعل دراسة مسارات التفاعلات المعقدة أمرًا ممكنًا".
يهدف هذا الجهد البحثي التعاوني إلى ابتكار تصميم جديد لمفاعل كيميائي من شأنه الاستغناء عن العمليات كثيفة الاستهلاك للطاقة؛ ما يحِدّ من البصمة الكربونية المرتبطة باستخدام النفط لتقليل انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون، كما يفتح المجال أمام استخدام النفط الخام في إنتاج كيماويات مهمة بكفاءة أعلى. هذا جهدٌ بحثي مهم، وقد بدأ العبد الله فعليًا بنشر النتائج التي توصل إليها في كبريات الدوريات البحثية مثل «نيتشر كاتاليسيس» Nature Catalysis و«إيه سي إس كاتاليسيس» ACS Catalysis.
وعن مدى أهمية هذا المشروع البحثي، يقول العبد الله: "إنه على قدرٍ كبير من الأهمية والإثارة للاهتمام؛ كونه بديلًا منافسًا محتملًا لممارسات التكرير التقليدية. وأرى أن العمل في«كاوست» فرصةٌ عظيمة للانخراط في الجوانب الجوهرية للأبحاث المعنية بالتقنيات الفريدة والصعبة".