للمُعِدّات الزجاجية أهمية كبيرة لمعظم مجالات البحث في جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية (كاوست). والآن، سيتلقّى جيل جديد من نافخي الزجاج تدريبهم من خلال برنامج التدريب المهني على هذه الحرفة، التابع للمختبر المركزي بالجامعة، وهو البرنامج الأول من نوعه في المملكة العربية السعودية.
بدأ فاصل نور ومحمد العمري، أول ملتحقَين بهذا البرنامج، تدريبهما عن بُعد في شهر يونيو من عام 2020، قبل أن ينتقلا في شهر أكتوبر لاستكمال التدريب داخل الحرم الجامعي، تحت إشراف خبيرَي نفخ الزجاج، إرنست نيل دافيسون، وإميليو هارينا.
وسوف يتعلّم الثنائي السعودي حرفتهما الدقيقة الحافلة بالتحديات-بالإضافة إلى اكتساب قدر كبير من الصبر- على مدار ما يقرب من 7 آلاف ساعة، أو ما يعادل 5 سنوات من التدريب والتوجيه، قبل أن يصبحا عاملَين ماهرين في مهنة نفخ الزجاج. وبعد 5 سنوات أخرى، سوف يصبحان من خبراء نفخ الزجاج.
وفضلًا عن التعرف على أنواع الزجاج المتنوعة، ومختلف فنون التعامل معه وتشكيله، سوف يكتسب الثنائي خلال التدريب مجموعة من المهارات في مجالات تصميم الأواني الزجاجية، وتصنيعها، وإصلاحها، بحيث تلبّي احتياجات الباحثين في «كاوست» وشركائهم في مجالات البحث والصناعة. ومن المنتظر أن تتنوع الأواني الزجاجية التي سوف يصنعها الثنائي بين أجهزة التقطير العملاقة، والأدوات صغيرة الحجم، بل متناهية الصغر.
يهدف البرنامج، الذي أعدّه دافيسون لافون بينيت، إلى جذب مجموعة جديدة من المتدربين كل عامين، وتخريج فنيِّيِن يسهمون في خلق دور صناعي رائد للمملكة العربية السعودية في مجال توفير المُعدّات الزجاجية اللازمة للأغراض العلمية في الجامعات والصناعات الوطنية.
وفي هذه الأثناء، وضع جيسون سيرين، مدير المختبر الجديد، خطة لتوسيع نشاط البرنامج، بإدخال مقرر دراسي رئيسي جديد عن نفخ الزجاج ضمن مقررات الجامعة، حتى يمكن للطلاب بأنفسهم تشكيل بعض المُعدّات الزجاجية البسيطة داخل المختبرات.