Skip to main content

شراكات «كاوست» في مجال توفير الصحة الجيدة باستخدام الذكاء الاصطناعي

ستفيد المرضى والأطباء الإكلينيكيون والباحثون من المشروعات البحثية المشتركة بين (كاوست)، والمستشفيات السعودية. فالمرضى ممن يعانون من أمراض جينية صعبة يستفيدون من أحدث وسائل التشخيص. والباحثون والطلاب يتفاعلون مع الأطباء الإكلينيكيين، ويستمعون إلى شكاوى المرضى، من أجل فَهْم الآثار المجتمعية لعملهم بشكل يحفّزهم للتميّز في أبحاثهم.

تعلُّم الباحثين والأطباء الإكلينيكيين لا يقل أهمية عن تعلُّم الآلة

تؤدي الجهود المشتركة بين الباحثين في علم الحاسوب والأحياء، والأطباء الإكلينيكيين في المملكة العربية السعودية إلى نتائج مهمة في تشخيص العديد من الأورام السرطانية والأمراض الجينية النادرة بما يحقق التكامل المنشود في المنظومة الصحية.

إنّ خوارزميات تعلُّم الآلة يمكن أن تتعامل مع عوالم ضخمة من البيانات، لكن الجهود المشتركة المثمرة التي تجمع بين الباحثين والأطباء تساعد في التوصل إلى أفضل العلاجات الممكنة بما يخدم العديد من الأُسَر والمواطنين السعوديين.

تبدأ الجهود البحثية المشتركة لروبرت هوندورف، عالِم الحاسوب، وفريقه من طرح الباحثين والأطباء الإكلينيكيين أسئلةً بحثيةً مشتركة عن الأشياء التي يرغبون جميعًا في معرفتها. وتشمل أوجه التعاون الحالية تشخيص الاضطرابات الأيضية الجينية النادرة مع مستشفى جامعة الملك خالد ومركز الملك عبد الله العالمي للأبحاث الطبية (KAIMRC). وبالنسبة إلى المشروعات ذات الصلة بمرض السرطان، فتجري بالتعاون مع جامعة المك عبد الله للعلوم والتقنية (كاوست)، لبحث عوامل الخطر في الإصابة بسرطان المبيض لدى المواطنات السعوديات، كما أن التعاون جارٍ مع مدينة الملك فهد الطبية، لكشف الأورام السرطانية بالخلايا الكبدية، إضافةً إلى الورم الأرومي الشبكي، وهو سرطان في شبكية العين.

وتعود هذه الجهود البحثية المشتركة بالنفع على الأطراف المشارِكة فيها. يقول هوندورف: "بوصفنا باحثين، نختبر ما نتوصل إليه من أساليب الذكاء الاصطناعي في التشخيص، أو التنبؤ بمسار المرض، أو تحديد المخاطر، ونكتسب في الوقت ذاته رؤية كاشفة للممارسات الإكلينيكية. وبوجه عام، يرغب الأطباء الإكلينيكيون في تحسين جودة حياة مرضاهم، وتحقيق الانسيابية في عملهم الإكلينيكي". كما يشير هوندورف إلى حالة الرضا التي تتحقق عند تحسين حياة المرضى، إذ يقول: "بفضل جهودنا، تَيَسَّرَ لمواطنين وعائلاتٍ سعودية الحصول على تشخيص لحالاتهم".

ويُبرِز أحد المشروعات البحثية المشتركة أهمية التواصل بشأن الأبحاث. يقول هوندورف: "تَواصَل معنا باحثون من جامعة الملك سعود، بعد اطلاعهم على مقالةٍ نَشَرَتْها دورية «اكتشافات كاوست» KAUST Discovery، ومشاهدتهم مقطع فيديو عن دراسة بحثية حول الذكاء الاصطناعي والاعتلال الأيضي. وصار التعاون فيما بيننا متواصلًا منذ ذلك الحين".

التصدي لأصعب المشكلات الجينية

تتعاون شركة «بيريجرين جينومكس» Peregrine Genomics، وهي شركة ناشئة تابعة لكاوست، مع ثلاث منشآتٍ طبية، بهدف دراسة الاضطرابات الجينية المعقدة، التي تنتقل من جيل إلى آخر. يُطبِّق شين جاو، عالِم الحاسوب، ومو لي، عالِم الأحياء، من «كاوست»، أحدث تقنيات التسلسل الجينومي، والذكاء الاصطناعي، وتعلُّم الآلة على الحالات التي يحيلها إليهما الأطباء الإكلينيكيون.

وهذه حالات يصعب علاجها، وتظل عصيةً على التشخيص بعد الاختبارات الجينية التقليدية. يوضح مو لي الأمر قائلًا: "تعاود بعض هذه الاضطرابات الجينية الظهور لدى مجموعات أسرية محلية. وعندما يتعذر الوصول إلى تشخيصٍ جيني واضح، يستحيل إجراء الفحص، بحثًا عن نواقل المرض، مما يجعل الوقاية من المرض أو التخطيط لولادة طفل موفور الصحة مسألةً صعبة. يرسل إلينا الأطباء الإكلينيكيون عيناتٍ من المرضى، ونعمل مِن جانبنا على تطوير تقنيات التسلسل الجينومي بالثقب النانوي -التي يتم فيها تعيين تسلسل نُسَخ كاملة من الحمض النووي عبر تمريرها خلال ثقبٍ دقيق- بهدف دراسة تلك الحالات".

يقول جاو: "يستفيد الأطباء الإكلينيكيون من نتائجنا البحثية، فهي تساعد في فَهْم المرض والخدمات الوقائية على نحوٍ أفضل، كما تُعِين على التوصل إلى أفضل العلاجات الممكنة. إنها مصدر اطمئنان للمواطنين وعائلاتهم".

كما تنشأ بعض الرؤى الاستراتيجية الكاشفة أيضًا. يقول مو لي: "بفضل ما طَوَّرناه من تقنيات قادرة على قراءة تسلسلات جينومية أطول، أمكننا اكتشاف الكثير من الطفرات التي غالبًا ما تغفلها الأساليب التقليدية المتبعة في تعيين التسلسل الجينومي. ونحن نستطيع حل الكثير من هذه المسائل، من أجل فهم آلية حدوث مثل هذه الطفرات في الأمراض الجينية".

انبثقت شركة «بيريجرين جينومكس» من برنامج مُسرِّعة الشركات الناشئة «تَقَدَّم 2019» (TAQADAM)، وقد شرعت في التعاون مع المستشفيات السعودية عقب المناقشات التي جرت خلال فعاليات المؤتمر البحثي الذي عقدته «كاوست»في عام 2020.

ويضم الجهد البحثي المشترك حاليًّا أطباء إكلينيكيين في مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث، ومركز الملك عبد الله العالمي للأبحاث الطبية، ومستشفى الحرس الوطني، ومن الممكن أن تنخرط منشآتٌ طبية أخرى في هذا الجهد البحثي المشترَك في المستقبل.